الثلاثاء 4 فبراير 2025 | 10:41 م

صمامات مجدي يعقوب الجديدة.. ابتكار علمي منتظر وعطاء مهني مستمر

شارك الان

كشفت مؤسسة الجراح العالمي مجدي يعقوب، جراح القلب الملقب بالسير، بعض التفاصيل عن تطوير زراعة صمامات طبيعية للقلب، طورها فريقه البحثي في ابتكار طبي كبير؛ سيمثل نقلة طبية ونوعية وخدمة كبيرة للإنسانية وتحديدًا لمرضى القلب.

* «ابتكار كبير في صمامات القلب.. إنجاز طبى غير مسبوق يقوده السير مجدى يعقوب»


أشارت عدة أبحاث علمية نُشرت في عدد المواقع المعنية بالمجال الطبي وتحديدًا تخصص القلب، أن المشروع الجديد للصمامات الطبيعية تُجرى أبحاثه في الوقت الراهن في لندن، وهو عبارة عن كبسولة يتم تركيبها مكان الصمام التالف وبعدها يتم زرع أنسجة من القلب حولها؛ لتتحول بعد مرور ما يقرب من 6 شهور إلى صمام طبيعي يدوم ويستمر لفترة طويلة.

وقد عانى جراحي القلب خلال الأعوام الماضية من معضلة تغيير صمامات القلب للمرضى ما بين الحين والآخر، وهو ما يعرض المريض لمخاطرة كبيرة وتكلفة باهظة الثمن، وقد صرح الجراح العالمي مجدي يعقوب خلال إحدى حواراته الصحفية مع مجلة صنداي تايمز ذائعة الصيت عن هذا الابتكار المنتظر وقال: «الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا. إنها متفوقة جدًا على أي شيء يمكننا صنعه. بمجرد أن يصبح شيء ما حيًا - سواء كان خلية أو نسيجًا أو "الصمام الحي" - فإنه يتكيف من تلقاء نفسه.. علم الأحياء مثل السحر».

وتحدث السير يعقوب في حوار صحفي آخر له، عقب خلاله عن هذا الابتكار، وأشار: «استبدال صمام القلب يعد علاجًا منقذًا للحياة، لكنه نادرًا ما يكون حلًا طويل الأمد؛ فالصمامات الميكانيكية والبيولوجية الحالية لها عيوبها، حيث يحتاج المرضى الذين يمتلكون صمامات ميكانيكية إلى تناول أدوية مضادة للتجلط مدى الحياة».

وأضاف: «إن الصمامات البيولوجية لا تدوم أكثر من 15 عامًا، وتزداد هذه المشكلة تعقيدًا مع الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقيه في القلب؛ حيث لا تنمو الصمامات مع أجسامهم، مما يضطرهم إلى إجراء عمليات جراحية متكررة قبل بلوغهم سن الرشد».

وتتمثل ميزة هذا الاكتشاف إلى أن الأطباء لن يكونوا بعد الآن  في احتياج لتغيير صمامات؛ لأن الكبسولة ستتحول لصمام طبيعي يستمر لنحو 10 سنوات، وبعد مرور هذه السنوات لابد من تغييره، كما أن الصمامات المركبة سواء كانت من مواد صناعية أو معدنية أو مشتقة من مواد أخرى لابد من تغييرها وزرعها من جديد بعد سنوات.

* «أبحاث مستمرة والمؤشرات رائعة» 

أكد عدد من العاملين على إظهار هذا الابتكار إلى النور خلال السنوات المقبلة خلال حوارات صحفية تُنسب لهم، إلى أن الأبحاث على صمامات القلب الجديدة لا تزال محض العمل، فالأبحاث تُجرى حاليًا على الحيوانات وتحديدًا الأغنام، وأثبتت نجاحها حتى الآن، وسيتم الحصول على الموافقات عليها من هيئة الأبحاث الأميركية؛ للسماح بتكرار نفس التجارب على الإنسان، وهو ما يسمى بالمرحلة الإكلينكية، وهذه المرحلة ستستغرق فترة تتخطى العام ونصف عام.

وأوضح عدد من الأطباء حول العالم إلى أن تركيبة الصمام لن تختلف عن الصمامات العادية، وستكون أكثر أمانًا، مع التأكيد على أن أن هذه الصمامات لو تم تركيبها في قلب طفل؛ فستنمو طبيعيًا دون أية عراقيل أو مقاومة من الجسم، وبعد ذلك تذوب المادة الصناعية المركبة وتتحول الأنسجة التي أحاطت بها لأنسجة صمام طبيعي.

* «مركز جديد لجراحة القلب وعطاء السير المستمر»

تستعد مدينة القاهرة خلال الفترة المقبلة لتدشين مركز جديد لجراحات القلب في القاهرة؛ ليعمل جنبًا إلى جنب مع مركز أسوان، حيث أن مركز أسوان يجري فيه نحو 1100 عملية قلب مفتوح في العام، وحوالي 3500 قسطرة في العام للكبار والصغار، منها 40% للأطفال، فيما سيكون فرع القاهرة مجهزًا لإجراء عمليات مضاعفة تزيد عن 3 أضعاف ما يجرى في أسوان حيث يمكنه إجراء 3 آلاف عملية قلب مفتوح، و12 ألف قسطرة وبدون أدنى تكاليف.

وتأتي الفكرة من افتتاح فرع جديد مُختص لجراحات القلب في القاهرة بعد أن وصل مركز أسوان إلى أقصى طاقته، فلم تعد هناك مساحة للتوسع واستقبال عدد أكبر من الحالات، سواء على مستوى الأسرة أو غرف الرعاية الحرجة، إضافة إلى أن أعداد المرضى المتزايدة وبعضها حالات حرجة لا تحتمل التأخير أو الانتظار دفعت الدولة على المضي قدمًا إلى فكرة إنشاء مركز جديد؛ لتلبية احتياجات مرضى القلب في شتى ربوع الجمهورية.

•«نشأة السير مجدي يعقوب وسر اختيار جراحة القلب ملاذًا له»

فى 16 نوفمبر عام 1935، ولد الطفل مجدي يعقوب والذي سيصبح بمرور السنوات أحد أهم أطباء جراحة القلب في العالم أجمع، فى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وتنحدر أصوله من إلمنيا (صعيد مصر).

نشأ وترعرع يعقوب في كنف عائلة طبية بامتياز، فوالده هو الطبيب حبيب يعقوب، جراح مصري شهير، تشرب منه الابن سر مهنة الطب، وكان بالنسبة له المثل الأعلى ومؤشر المهنية والنجاح؛ لاختيار هذا  التخصص.

درس مجدي يعقوب في كلية الطب جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1957، وكان ترتيبه الخامس على الدفعة، وتخصص في الجراحة؛ ولأن من رحم المحنة تولد المنحة، وما بعد العسر يأتي اليسر، فقد كانت مأساة وفاة شقيقة والده العمة «أوجينى» والتي وافتها المنية فى عمر الـ 23 في إحدى ليال الصيف قائظة الحرارة؛ سببًا فى تغيير بوصلة تفكيره؛ لدراسة جراحة القلب، بعد أن أصيبت «أوجيني» بحمى روماتيزمية تسببت فى إضعاف صمامات القلب.

وعندما كان «يعقوب» فى السابعة من عمره حكى له والده أنه كان من الممكن إنقاذ «عمته» بإجراء عملية جراحية؛ لإصلاح صمامات القلب، وقال له إن هذا يدخل ضمن مجال جديد فى الطب حينها يسمى «جراحة القلب».

وكان هذا الواقع المؤلم الذي عايشه مجدى يعقوب، بمثابة الدافع له؛ ليحترف هذا المجال الطبى وينقذ حياة ملايين البشر ممن يعانون من الأمراض القلبية.

وسافر مجدي يعقوب خلال محطاته العملية إلى شيكاغو ومن ثم انتقل لبريطانيا؛ ليبدأ رحلة العمل والعطاء الإنسانى طويل الأمد، وحصد خلال سنواته العملية تكريمات دولية لا تعد ولا تحصى، وشهرة غامرة بمختلف بلاد العالم.


استطلاع راى

مـــع أم ضــــد اعتمـــاد نظـــــام البكالوريا بديلا للثانويـــــــة العامـــــــــــــة

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 18 3265.75 جنيهًا
سعر الدولار 50٫85 جنيهًا
سعر الريال 13٫50 جنيهًا
الاكثر قراءه